قبل أن يغزو عصر التمرير اللانهائي والشاشات الزجاجية المستطيلة حياتنا، كانت الهواتف المحمولة تأتي بأشكال وأحجام لا حصر لها، ولكل منها مميزاته الفريدة. هذه الأجهزة ملأت الجيوب والحقائب وزوايا الشوارع قبل أن تصبح الشاشات اللمسية هي الخيار الافتراضي. في هذا المقال، نسترجع ذكريات 9 هواتف سيطرت على الأسواق قبل أن تحل محلها تكنولوجيا الشاشات اللمسية الحديثة.

روابط سريعة
9. Motorola DynaTAC
عند الحديث عن الشهرة المبكرة للهواتف المحمولة، يتربع هاتف Motorola DynaTAC على القمة بلا منازع. تم إطلاقه في ثمانينيات القرن الماضي، وكان ضخمًا وباهظ الثمن، ويبدو وكأنه قادم من فيلم خيال علمي. بارتفاع يناهز 25 سم ووزن 1.1 كيلوغرام، وسعر باهظ بلغ 3,995 دولارًا في ذلك الوقت، كان هذا العملاق يمنح المستخدم 30 دقيقة فقط من وقت التحدث بعد 10 ساعات شحن. اليوم، تحولت وحدات DynaTAC 8000X الأصلية إلى تحف نادرة لهواة الجمع، حيث تباع بعضها بأكثر من 21,000 دولار على eBay، وهو سعر سيارة اقتصادية.
لكن Motorola لم تتوقف عند هذا الحد. تجسد هوس Motorola بالتصغير في هاتف MicroTAC، الذي تم إصداره في عام 1989. قدم هذا النموذج ما نسميه الآن تصميم “شبه قابل للطي”، حيث ينثني الميكروفون فوق لوحة المفاتيح لحمايتها وجعل الهاتف يبدو أكثر إحكاما. بيع بسعر يتراوح بين 2,500 و 3,500 دولارًا تقريبًا في ذلك الوقت، وكان أول هاتف يعطي شعورًا حقيقيًا بإمكانية وضعه في جيب القميص.
ثم جاء عام 1996 ومعه StarTAC، أول هاتف clamshell (قابل للطي) حقيقي من Motorola. كان نحيفًا وخفيفًا وأنيقًا بما يكفي لتعليقه على حزامك مثل التكنولوجيا القابلة للارتداء قبل أن يصبح هذا المصطلح شائعًا. بالإضافة إلى مظهره الجيد، فقد جلب فائدة حقيقية: الرسائل النصية القصيرة SMS، وتنبيهات الاهتزاز، وحتى أن النماذج اللاحقة عملت ببطاريات ليثيوم أيون.
8. نوكيا 3310
ظهر هاتف نوكيا 3310 في أواخر عام 2000، وكان الهاتف الأبرز في عصره. اشتهر بمتانته الأسطورية، حيث كان يتحمل السقوط والصدمات والارتطامات التي قد تحطم معظم الهواتف الذكية الحديثة، وهذا ما أكسبه سمعته كـ “الوحش الصلب”.
كانت بطاريته أيقونية بنفس القدر. مع ما يصل إلى 260 ساعة من وقت الاستعداد – أي أكثر من أسبوع – لم تكن تفكر حتى في شحنها كل ليلة. وعلى الرغم من أنه لم يكن مليئًا بالتطبيقات أو الميزات الفاخرة، إلا أنه كان يحتوي على لعبة Snake II (المفضلة لدي على الإطلاق)، والتي كانت كل ما يحتاجه الكثير منا لإضاعة ساعات من حياتنا في مجدها المنقط. أضافت أغطية Xpress-On القابلة للتبديل لمسة من الشخصية، مما سمح لك بتزيينها بألوان النيون أو الأنماط أو أي شيء يتناسب مع حالتك المزاجية. نوكيا 3310 لم يكن مجرد هاتف، بل كان رمزاً.
كان الهاتف بسيطًا وموثوقًا به ومنتشرًا في كل مكان، حيث كان يوفر مكالمات ورسائل نصية بسيطة وبعض المنافسة الودية. نوكيا 3310 يمثل حقبة من البساطة والاعتمادية في عالم الهواتف المحمولة.
7. Nokia 6600
عندما ظهر هاتف Nokia 6600 في منتصف عام 2003، بدا وكأنه لمحة من المستقبل. كان يعمل بنظام التشغيل Symbian OS 7.0s مع واجهة Series 60، وكان من بين أوائل الأجهزة التي تعمل حقًا كجهاز كمبيوتر بحجم الجيب. يمكنك تثبيت التطبيقات، وتشغيل أدوات الإنتاجية، وحتى تصفح الويب. صحيح أن التصفح لم يكن سريعًا كالبرق تمامًا، لكنه كان بالتأكيد متقدمًا على عصره. لقد كان هاتف Nokia 6600 بمثابة ثورة في عالم الهواتف المحمولة.
كانت شاشة TFT الملونة الزاهية في هاتف 6600 عالمًا مختلفًا عن الشاشات أحادية اللون التي سبقته. ولم تتوقف Nokia عند هذا الحد، فقد قامت بتضمين كاميرا VGA مع تقريب رقمي 2x، وتسجيل الفيديو، و Bluetooth، و IrDA، وذاكرة قابلة للتوسيع MMC، بالإضافة إلى البريد الإلكتروني وتشغيل الوسائط المتعددة. بالنسبة لعشاق التكنولوجيا الأوائل والمهنيين في مجال الأعمال، كان أخيرًا هاتفًا يتجاوز مجرد المكالمات والرسائل النصية. لقد كان هاتف Nokia 6600 يمثل بداية حقبة جديدة في عالم الهواتف الذكية، حيث جمع بين وظائف الاتصال والتكنولوجيا المتقدمة في جهاز واحد.
6. سلسلة هواتف Nokia Communicator
أول إصدار في هذه السلسلة، هاتف Nokia 9000 Communicator، كان يبدو كهاتف عادي حتى تقوم بفتحه – ليتحول إلى حاسوب محمول مصغر، مزود بلوحة مفاتيح QWERTY وشاشة أحادية اللون. احتوى الهاتف على معالج Intel i386 بسرعة 24 ميجاهرتز وذاكرة وصول عشوائي (RAM) بسعة 8 ميجابايت، كانت كافية للتعامل مع البريد الإلكتروني والفاكس وحتى تصفح الإنترنت عبر الطلب الهاتفي. كل هذا في جهاز محمول في منتصف التسعينيات.
استمر خط إنتاج Nokia Communicator في التطور مع كل جيل: قدم هاتف Nokia 9210 شاشات ملونة في عام 2000، وأضاف هاتف 9500 إمكانات وسائط متعددة قوية في عام 2004 مع أدوات Office ومتصفح وتخزين MMC قابل للتوسيع، ثم جاء الإصدار الأخير – E90 Communicator في عام 2007.
هذا الجهاز الضخم كان يعمل بنظام Symbian S60، ويتميز بشاشتين (إحداهما شاشة كبيرة بحجم 4 بوصات بدقة 800×352، تعتبر ضخمة في ذلك الوقت)، ولوحة مفاتيح فعلية كاملة، وWi-Fi، وشبكة الجيل الثالث 3G، ونظام تحديد المواقع العالمي GPS، وحتى كاميرا بدقة 3.2 ميجابكسل. بالنسبة للكثيرين، كان الأمر يبدو وكأنك تحمل جهاز كمبيوتر محمول يمكنه إجراء المكالمات بدلاً من مجرد هاتف.
5. Motorola Razr V3: أيقونة التصميم التي غيرت قواعد اللعبة
في عام 2004، أعادت Motorola تعريف مفهوم الهاتف الأنيق مع هاتف Razr V3. تميز هذا الهاتف بتصميمه النحيف للغاية (ومن هنا جاء الاسم Razr، أي الشفرة)، وهيكله المصنوع من الألومنيوم المصقول، ولوحة مفاتيح مضيئة بتقنية الإضاءة الكهربائية التي شكلت تباينًا صارخًا مع الهواتف البلاستيكية الضخمة في ذلك الوقت. حتى الشاشة الزجاجية الخارجية الصغيرة بدت ذكية للغاية، حيث يمكنك إلقاء نظرة خاطفة على الوقت أو معرفة المتصل دون الحاجة إلى فتح الهاتف.
من الناحية التقنية، لم يكن هاتف Razr يتفوق على منافسيه بشكل كبير. كانت كاميرا VGA متوسطة الجودة، ومساحة التخزين صغيرة بشكل مثير للسخرية، وكان البرنامج بسيطًا للغاية. لكن كل هذا لم يكن مهمًا. ركزت Motorola بشدة على التصميم والتفرد. ظهر هاتف Razr لأول مرة بسعر يزيد عن 500 دولار مع عقد (وهو سعر باهظ للغاية في ذلك الوقت!)، وسرعان ما بيع بالكامل، وأصبح الهاتف القلاب الأكثر مبيعًا على الإطلاق مع بيع 130 مليون وحدة. أحبه المشاهير، وظهر في عدد لا يحصى من مقاطع الفيديو الموسيقية، وكان الهاتف الذي يجب أن تمتلكه إذا كنت تريد أن تبدو رائعًا دون أن تنبس ببنت شفة. لقد كان Motorola Razr V3 أكثر من مجرد هاتف؛ لقد كان بيانًا للأناقة والتميز.
4. سلسلة هواتف Samsung SGH: أناقة وتقنية رائدة
حققت Samsung قفزات نوعية في عالم الهواتف المحمولة مع سلسلة SGH، حيث جمعت بين الأناقة والتقنية المتقدمة. يعتبر هاتف SGH-D500، الذي ظهر في أواخر عام 2004، مثالاً بارزاً على ذلك. كان هاتفاً منزلقاً أعاد تعريف مفهوم الانزلاق، حيث تميز بتصميمه النحيف الأنيق، ومجموعة الميزات المتطورة التي تضمنت كاميرا بدقة 1.3 ميجابكسل مع فلاش، وتقنية Bluetooth، ومشغل MP3، وشاشة TFT نابضة بالحياة تعرض 262 ألف لون. ساهم هذا الهاتف في انتشار تصميم “المنزلق النشط” وحصل على جائزة “أفضل هاتف محمول” في مؤتمر 3GSM عام 2005.
لم تقتصر إبداعات Samsung على الهواتف المنزلقة فقط. ففي عام 2003، أي قبل عام من إصدار SGH-D500، كشفت الشركة عن هاتف SGH-E700، وهو هاتف صدفي تميز بتصميمه الأنيق الذي أكسبه لقب “هاتف Benz”. بفضل خطوطه الانسيابية، وهوائي داخلي (كان يعتبر ابتكاراً في ذلك الوقت)، وشاشة ملونة خارجية مقترنة بكاميرا VGA، عكس هذا الهاتف مستوى عالياً من الرقي، وعزز مكانة Samsung في عالم الموضة والهواتف المحمولة.
3. Sony Ericsson Z530i
هاتف Sony Ericsson Z530i، الذي ظهر في عام 2006، لم يسعَ أبدًا للتفوق على الهواتف الرائدة الأكثر بريقًا في ذلك الوقت، لكنه جسّد تمامًا روح ثقافة الهواتف القلابة في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. كان يتميز بتصميمه المدمج، وألوانه المرحة، وصوت الإغلاق المُرضي الذي كان يصدر عند إغلاقه بعد المكالمة – وهي عادة صغيرة تعبر عن شخصية المستخدم، والتي للأسف محتها شاشات اللمس.
من ناحية الميزات، حافظ الهاتف على بساطته وعمليته: نغمات MP3، وكاميرا VGA كانت عملية أكثر من كونها متطورة، وتخزين قابل للتوسيع باستخدام بطاقات Memory Stick Micro الخاصة بشركة Sony. ولكن ما علق في أذهان الناس حقًا هو التوازن الذي حققه الهاتف. كان سعره معقولًا، وموثوقًا به، وأنيقًا بما يكفي ليواكب العصر الذي كان فيه إغلاق هاتفك القلاب جزءًا من الموضة. يعتبر Sony Ericsson Z530i تحفة فنية في عالم الهواتف المحمولة القديمة.
2. Sony Ericsson W810: هاتف الموسيقى الرائد
حققت Sony Ericsson مكانة مرموقة في عالم الهواتف المحمولة مع هاتف W810، الذي ينتمي إلى سلسلة Walkman الشهيرة. تميز هذا الهاتف، الذي أُطلق في عام 2006، بتركيزه الكامل على الموسيقى، حيث يشتمل على أزرار تحكم مخصصة لتشغيل الموسيقى، وجودة صوت ممتازة بالنسبة لتلك الفترة، بالإضافة إلى إمكانية توسيع الذاكرة لتخزين ملفات MP3.
حقق هاتف W810 نجاحًا كبيرًا بين عشاق الموسيقى الذين أرادوا هاتفًا يعمل أيضًا كمشغل وسائط محمول. بالإضافة إلى ذلك، تميز الهاتف بكاميرا جيدة، مما جعله خيارًا شاملاً لأولئك الذين يقدرون كلاً من الترفيه والاستخدام العملي. كان Sony Ericsson W810 بمثابة علامة فارقة في دمج تجربة الموسيقى في الهواتف المحمولة.
1. BlackBerry Pearl: أيقونة الهواتف الذكية في بداية الألفية
BlackBerry Pearl، الذي تم إصداره في عام 2006، كان محاولة شركة BlackBerry (BlackBerry) لاجتذاب جمهور أوسع من مجرد محترفي الأعمال. على عكس هواتف بولد (Bold) أو كيرف (Curve) الضخمة، كان بيرل (Pearl) أنيقًا وصغير الحجم وأكثر ملاءمة للجيب. قدم لوحة مفاتيح “SureType” المبتكرة – وهي حل وسط ذكي يجمع بين حرفين على كل مفتاح ولكنه حافظ على إيقاع يشبه QWERTY، لذلك ظل الكتابة بديهية بمجرد أن تعتاد عليها. كما أنه يتميز بكرة تتبع للتنقل، وهي الأولى من نوعها لBlackBerry (BlackBerry) في ذلك الوقت، لتحل محل عجلة التمرير القديمة وتمنح المستخدمين تحكمًا سلسًا رباعي الاتجاهات.
الأهم من ذلك، أنه منح المستخدمين العاديين الوصول إلى BlackBerry ماسنجر (BlackBerry Messenger) أو ما يعرف اختصارًا بـ BBM، وهو تطبيق الدردشة المجاني والفوري والمشفر الذي جعل BlackBerry (BlackBerry) الجهاز الذي لا غنى عنه في أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. عاش المراهقون والشباب من أجل مجموعات BBM وتلك “التنبيهات” المرحة، بنفس الطريقة التي يتمسك بها الناس الآن بتطبيقات WhatsApp أو iMessage. كان BlackBerry ماسنجر (BlackBerry Messenger) بمثابة ثورة في عالم التواصل، حيث قدم تجربة دردشة فريدة ومميزة.
لم أمتلك جهاز بيرل (Pearl) بنفسي قط (كنت من محبي Bold 9700)، ولكن ما زلت أشعر ببعض الحنين إلى الماضي كلما فكرت في BlackBerry. لقد تركت حقبة BlackBerry (BlackBerry) بأكملها بصمة كبيرة لدرجة أن الناس أطلقوا عليها اسم “CrackBerry” – في إشارة إلى مدى استحالة تركه. لقد كان إدمانًا حقيقيًا للكثيرين.
هل لديك هاتف مفضل من الماضي لا يزال يجعلك تبتسم؟ إذا كان الأمر كذلك، فيرجى ذكره في التعليقات. يسعدني تبادل الذكريات واستعادة الكلاسيكيات معك! شاركنا هاتفك المفضل من حقبة الهواتف الذكية القديمة.











