نستكمل معكم أحبتنا الكرام سلسلة (خطط الثراء الرقمية) التي بدأنها بشكل ممنهج ومرتب عبر المقدمة التي تطرقنا فيها إلى أمور مهمة، ثم بدأنا بعرض أول خطة من خطط الثراء وهي عن طريق التدوين، وهنا نستكمل الحديث عن تفاصيل أخرى وتلميحات ونصائح للنجاح في تحقيق هذه الخطة، والتي ترتكز على الكتابة والتدوين المتخصص (وليس العام) فطبعاً ليست أية مدونة يمكن أن تفيد صاحبها بالمكسب المادي، وليس أية مقالات يمكن أن تنتشر بسهولة وتجلب القراء المهتمين إليها.
كي يكون التدوين سبيلاً لإنشاء دخل محترم من خلال العمل على الانترنت، يجب أن يكون المحتوى دسماً، يستحق الانتشار، يكسب قلب قوقل ويحوز على رضاه، لأن قوقل هو أهم مصدر للزوار الذين سيتحولون فيما بعد إلى أعضاء ومن ثم إلى عملاء.
لكن رغم ذلك قوقل ليس المصدر الوحيد، هنالك أيظاً القادمون عبر الشبكات الاجتماعية، هؤلاء تصلهم روابط مقالاتك بسبب مشاركة الآخرين لها، فعندما يجد القارئ الفائدة والتميز في مقالتك ربما يقوم بنشر رابطها عبر حسابه في الفيسبوك أو تويتر أو في المجموعات الصغيرة في الواتساب أو التليجرام، وهذا سيؤدي بدوره إلى دخول زوار جُدد إلى المدونة والذين بدورهم سيساهمون في نشرها لأصدقائهم، وهكذا تدور الدائرة ويستمر عداد الزوار بالازدياد
اليوم سأذكر لكم أهم النصائح والتلميحات التي يجب أن تأخذها في الاعتبار عندما تكتب مقالاتك (أو تدويناتك) في مدونتك التخصصية الجديدة، وهي من واقع تجربة، فأنا اكتب وأدون منذ خمس سنوات بحمد الله، وقد تعلمت الكثير واستفدت الكثير (ولازلت أتعلم)، وهائنا أعطيك نتائج خبرتي المتواضعة في هذا الباب كي تساعدك على الانطلاق وتحقيق أحلامكم، فبسم الله نبدأ:
روابط سريعة
1) اكتب مقالات طويلة
قوقل يعشق المقالات الطويلة، هذا مالاحظته بنفسي، يقولون أن المقالات يجب أن تكون أطول من 400 كلمة أو 600 كلمة، لكن ما تعلمته أنا من خلال التجربة، أنه كلما كانت المقالة أطول كان أفضل، طبعاً هنالك عوامل أخرى يقيس بها قوقل مدى جودة مقالاتك منها نشر القراء لها عبر الشبكات الاجتماعية وغيرها، لذلك لا تجعلها مقالة طويلة بالحشو الغير مفيد والكلام الفاضي، بل الهدف ان تكون مقالة موسوعية، تتناول الموضوع بشكل كامل.
حاول ان تكون المقالة مفيدة حتى للمبتدئين، اكتب مقدمة وأعطي الموضوع حقه حتى تكون مقالة دسمة حقاً وطويلة ترضي العم قوقل، وسأذكر لك هنا تجربة شخصية تعلمت منها هذا الدرس، حيث قررت قبل أكثر من عام أن أكتب مقالة تفصيلية عن تجربتي في تعلم اللغة الانجليزية، ولأنها تجربة دسمة فقد كانت المقالة أيضاً دسمة وطويلة، وضعت فيها كل التفاصيل آملاً أن تفيد كل من يقرأها، واستغرقت مني عدة أيام وأنا اكتب فيها، فكانت النتيجة مقالة مكونة من 7 ألف كلمة (وااااو). تخيل أن تلك المقالة الطويلة أصبحت تجلب مئات الزوار كل يوم، مئات القراء المهتمين بتعلم اللغة الانجليزية، لقد أصبحت المقالة الاولى في المدونة التي تجلب أكبر عدد من الزوار.
الأمر الآخر أنها كلما كانت مقالاتك طويلة وموسوعية كان احتمال الوصول إليها اكبر عند البحث في قوقل، فمثلاً عندما تكتب مقالة دسمة عن كل ما يحتاجه الزائر لمدينة اسطنبول (إذا كانت مدونتك سياحية مثلاً) فبالتأكيد ستحتوي المقالة على عناوين جانبية مثل (أفضل الفنادق في اسطنبول) وعندما يقوم احدهم بالبحث بواسطة هذه العبارة ستكون مقالتك من بين النتائج، وهكذا هو الحال، كلما زاد المحتوى داخل المقالة كلما وصل إليه الكثير من الزوار عند البحث بواسطة عبارات كثيرة تحتويها مقالتك.
2) التنسيق والتجميل مهم
نأتي إلى النصيحة الثانية التي يجب أن تكون مصاحبة للأولى، فالمقالة الطويلة بدون تنظيم مرتب وتنسيق جميل ربما تنفر الزائر وتبعده عن قرائتها، لأن المستخدم اليوم أصبح يميل للمحتوى المختصر والسريع، لكن إن كانت مقالتك مقمسة إلى فقرات وفيها عناوين جانبية وكذلك منسقة ومصممة بشكل جميل (الخط والألوان وتصميم القالب بشكل عام) فهذا سيحبب القارئ إلى الاستمرار وإكمال القراءة.
في النصيحة الأولى ركزنا على المحتوى، وهنا نركز على القالب الذي يوضع فيه المحتوى، هؤلاء هما ركنان أساسيان لنجاح التدوين وتحقيق الانتشار، وأهم نقطة في التنسيق والتنظيم هي تقسيم المقالة إلى أجزاء عبر العناوين الجانبية، يجب ان تستخدم تنسيق (التروسية) في الوورد برس لإنشاء عناوين جانبية وعناوين متفرعة، ويجب أن تكون مقالتك مقسمة إلى أجزاء أو مراحل، وهذا يساعد القارئ على الذهاب إلى الفقرات المهمة وتجاوز الغير مهم بالنسبة له.
3) لا تبخل عليهم بما لديك
عندما تحدثنا في المقالة السابقة عن مرحلة انشاء القائمة البريدية وإرسال بعض المحتوى الحصري الغير موجود في المدونة للمشتركين، لم نكن نقصد أن تبخل عن القراء بما لديك من علم ومعرفة، بحجة إبقاء ذلك المحتوى المفيد للمشتركين فقط، لا، بل انشر ما لديك بنية حسنة، انشر العلم النافع الذي لديك وسوف يرزقك الله علماً آخر فيما بعد عندما تأتي خطوة القائمة البريدية.
عن تجربة أقول لك، أنك عندما تبدأ الغوص في أعماق مجال من المجالات، تتفتح لك الأبواب، وتتعلم الكثير، وتجد أن هنالك الكثير لتأخذه والكثير لتعطيه، فكر بمنطلق (الوفرة) وليس (الندرة) لا تعتقد أنك ان نشرت كلما لديك الآن فلن تجد ما تنشره في الغد، بل ستجد أن الأفكار تنهال عليك أكثر وأكثر وأن العطاء يزداد أكثر وأكثر.
في مدونتي الجديدة كتبت قبل عدة أسابيع مقالة تفصيلة عن طريقة تعلم الانجليزية عبر الأفلام، لقد وضعت فيها كلما أعرفه عن هذه الطريقة وكيف يمكن الاستفادة من الأفلام في تطوير اللغة الانجليزية، ورغم أني أقوم بعمل دروس لتعليم اللغة الانجليزية عبر السناب شات والتليجرام بواسطة الأفلام، إلا أني لم أبخل بالمعلومة عن كل من يريد تطبيق هذه الطريقة بنفسه وأن ينطلق بدون مساعدة أحد ليتعلم ويحسن نفسه في اللغة الانجليزية.
4) اكتب عن تجاربك الشخصية
مقالات التجارب الشخصية من أفضل المقالات وأكثرها انتشاراً، المقالة التي تدعمها بتجاربك الشخصية تكون أكثر صدقاً وأفضل اقناعاً، لأنها انتقلت من طور الكلام النظري إلى التجربة والاختبار العملي، ولأن تجارب الآخرين هي فعلاً ما يصنع الفرق في حياة الناس، اما الدش والكلام المنقول فلقد شبع الناس منه وخاصة في عصرنا هذا الذي يعاني من انفجار معلوماتي كبير.
5) اكتب عن المصادر المجانية
هنالك نوع من المقالات يلاقي إقبالاً واسعاً وانتشاراً كبيراً، انها مقالات المصادر، المقالة التي تدلك على العديد من المصادر المجانية في مجال من المجالات، مثلاً إن كان تخصص مدونتك في مجال التصوير الرقمي، فيمكن كتابة مقالة دسمة عن أفضل 20 مصدر أو موقع رقمي للحصول على الدروس المفيدة في مجال التصوير، أو أفضل 30 فلتر مجاني لتحسين صورك أو غير ذلك.
لاحظ أني كتبت (أفضل 20 و أفضل 30) لم أقل (أفضل 5)، نعم فأنا أقصد أن اجعل الرقم كبيراً، من أجل تحقيق النصيحة الأولى التي هي الاعتناء بأن تكون المقالة دسمة وشاملة، حاول أن تكون مقالتك موسعة وتعطي القارئ العديد من المصادر في ذلك المجال الذي تكتب عنه من أجل تحقيق أفضل استفادة.
6) اربط مقالاتك ببعضها البعض
من الوسائل المفيدة والفعالة في الكتابة الاحترافية، ربط المقالات بعضها ببعض، مثلاً عندما تكتب مقالة عن فن التصوير الرقمي فأشر إلى مقالتك السابقة الخاصة بكيفية اختيار كاميرا احترافية، لأنها متعلقة بالموضوع، هذا الأمر سوف يساعد على بناء روابط قوية لمقالاتك وبالتالي تحسين ترتيبها في نتائج بحث قوقل، وكذلك سوف يفيد القارئ بالرجوع إلى المقالات المتعلقة والاستفادة منها.